الجمعة، 31 يوليو 2015

رثاء الشهيد الرضيع : على دوابشه







لِي حزنَ يعقـوبَ لا ينفك ذا لهبٍلصرع نصـب عيني لا الدم الكدبِ
وَغِلمَةً من بنـي عَدنان أرسَـلَهاللجَدِّ والدُها فـي الحـرب لا اللعبِ
وَمَعشَرٌ راوَدَتهُـم عن نفوسِـهُمبيضُ الضبا غير بيض الخرد للعربِ
فأَنعَمُـوا بنفوس لا عَديـلَ لهـاحتى أُسيلت عَلى الخرصان والقضبِ
فانظر لأجسـادهم قَد قُدَّ من قِبَلٍأعضاؤُها لا إلى القِمصَـانِ والأهبِ
كلٌ رَأى ضُرَّ أيُّوبٍ فما ركضترِجلٌ لَهُ غير حوضِ الكوثـرِ العذبِ
قامت لهم رحمةُ الباري تُمَرِّضُهُمصَرعى فَلَم تَدَعهُمُ لِلحِلفِ والغضبِ
ومُولِجِينَ نهـارَ المَشـرِفِيَّةِ فـيليل العجاجـة يـوم الرَّوعِ والرهبِ
ورازقي الطير ما شائت قواضِبُهُممن كلِّ شَـلوٍ من الأعـداء مقتضبِ
فلـم يَبلُوا ولا فـي غَرفَـةٍ أبداًمنه غليل فـؤادٍ بالضَّـمَا عطـبِ
فَليَبكِ طَالُوتُ حزنـاً للبقيـة منقد نـال داوودُ فيـهِ أعظـمُ الغلبِ
أَضحَى وكانت له الأملاك حاملةٌمقيـداً فـوق مهـزول بلا قتـبِ
يرنوا إلى النَّاشِرَاتِ الدَّمع طاويةأضلاعَهُنَّ على جَمـرٍ من النُّوَبِ
والعَادِيَاتِ مِن الفَسـطَاطِ ضَابِحَةفالمُورِيَاتِ زنـادَ الحـزنِ باللهبِ
والذَّارِيَاتِ تُرابـاً فوقَ رؤوسِـهاحزناً لكل صـريع بالعَـرى تربِ
وَرُبَّ مُرضِـعَة مِنهُنَّ قد نظرترضيعَهَا فاحِصَ الرجليـن بالتربِ
تَشُـوطُ عنـه وتأتِيـهِ مُكابِـدَةًمن حَالِهِ وظماهـا أعظـمُ الكربِ
فقل بهاجـر إسـماعيل أَحزَنَهَـامتى تَشطُّ عنه من حَرِّ الظَّما تَؤُبِ
وما حكتهـا وَلا أُمُّ الكليـمِ أسـىًغداة فـي اليَمِّ ألقَتـهُ مـن الطلبِ
هَذِي إليها ابنُها قد عادَ مُرتَضَـعاًوهـذه قَد سُـقِي بالبـارِدِ العَذِبِ
فَأَينَ هَاتان مِمَّن قَد قَضـى عطشاًرَضِـيعُهَا ونأى عنهـا ولم يَؤُبِ
بَل آبَ مُذ آبَ مقتـولاً ومنتهـلاًمن نحره بدمٍ كالغيـثِ مُنسَـكِبِ
ليت الأُلَى أطعموا المسكينَ قُوتَهُمُوتالييهِ وَهُم في غايـة الصَّـغَبِ
يَرَونَ بِالطَّفِّ أيتاماً لهـم أُسِرَتيَسـتَصرِخُونَ مِن الآبـاء كُلَّ أبِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Add to Flipboard Magazine.