قبل أكثر من عام ونصف من الآن، كنا قد عرضنا عليكم تقريرًا حول قرية في شمال كازاخستان يعاني سكانها من مرض النوم العميق دون أي تفسير لهذه الحالة، التي يفقد المريض خلالها قدرته على الحركة، كما يفقد توازنه، عدا عن الهلوسة ومشاكل في الذاكرة.
قرية كلاتشي ومرض النوم العميق
هي حالة تختلف عن مرض النوم العميق في أفريقيا الذي يسببه الذباب. وقد كانت هناك الكثير من التفسيرات لهذه الظاهرة الغريبة، من بينها: السكتات الدماغية، أو اعتلال الدماغ، أو الوذمة، أو حالة الخدر، أو متلازمة التعب المزمن. وقد تم فحص الماء والطعام لكن دون العثور على شيء.
تم تسجيل أول حالة للنوم العميق في قرية مجاورة عام 2010، وفي عام 2013 دخل ثمانية أشخاص من قريةكلاتشي في النوم لمدة تزيد عن الأسبوع، مع عدم القدرة على الاستيقاظ لفترة أطول مما قد يستغرقه الذهاب إلى الحمام أو تناول وجبة صغيرة.
حتى القطط لم تسلَم من المرض!
الغريب أنه بعد استيقاظ المرضى من نومهم، فلا يتذكّرون أي شيء مما حدث معهم، حتى تلك اللحظات القصيرة التي استيقظوا فيها لقضاء حاجاتهم أو تناول وجبة صغيرة. استمر حصول ذلك مرارًا وتكرارًا في هذه القرية التي أصبحت فريسة المرض بشكل مفزع في 2014 حتى أن هناك قطة قد تأثّرت بهذه الحالة!
دارت الشكوك حول مناجم اليورانيوم التي خلّفها الاتحاد السوفيتي وراءه، ففحص العلماء، الأرض والماء والطعام؛ للتأكد من خلوهم من الرادون وهو غاز مسبب للسرطان. كما أنه تم فحص الهواء، وكذلك شعر السكان وأظافرهم، لكن لم تظهر نتائج دقيقة.
وهذا يدفعنا للتساؤل: ما السبب الذي يقف خلف هذه الحالة الغريبة المتفشيّة في القرية؟ أم أنها قد تكون مجرد حالة من المرض النفسي الجماعي مثل الهيستيريا؟
الآن، وبعد سنوات من التحقيق والدراسة، تعتقد الحكومة في كازاخستان أنها قد توصلّت أخيرًا إلى الأسباب الكامنة وراء نوم القرية. في نهاية عام 2015، أعلنت السلطات أن سبب مرض النوم العميق هي التركيزات العالية لأول أكسيد الكربون، والهيدروكربونات القادمة من المناجم، وهو أمر يؤدي إلى نقص الأكسجين في هواء المنطقة.
وبعد هذه الأنباء رحل 150 من سكان القرية البالغ عددها حوالي 600 نسمة، فيما ينتظر 240 إعادة التوطين في أماكن أخرى. وعلى الرغم من صدور هذه النتائج إلا أن الأبحاث لا تزال جارية، لكن في ديسمبر الماضي، أكدّ علماء من المركز الوطني النووي في كازاخستان النتائج التي توصلّت لها الحكومة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق