تختلف شخصيات الأطفال من طفل لآخر، البعض يكون هادئًا ومطيعًا، فيما البعض الآخر عدوانيًا وعنيدًا، فيما شريحة أخرى تعاني من تقلب سريع في المزاج. وأسوأ هؤلاء، هو الطفل العنيد الذي يعجز الآباء في إيجاد وسيلة مناسبة في التعامل والتفاهم معه.
ما هي الأسباب الحقيقية لسوء سلوك الطفل؟
“لورين تام” ممرضة سابقة في الرعاية الحرجة، وهي أم لطفل، كان لها نصيبها من نوبات الغضب التي تحدث لطفلها، لكنها وجدت طريقة جيدة لمعالجة الأمر. أول ما ترغب لورين كل الآباء بمعرفته هو أنه منذ الولادة إلى سن الثالثة، يكون سلوك الطفل محددًا فقط من قبل جزء في الدماغ مسئول عن العواطف. وتشمل تلك السنوات الثلاث تطورًا هائلًا، مع تشكّل 700 خلية عصبية جديدة في دماغ الطفل كل ثانية. هذا هو السبب الحقيقي للسلوك العنيد وغير المتوقع للأطفال!
طفلك ليس عنيدًا أو متقلب المزاج، لكن في هذه السن المبكرة، لا يستطيع تقديم إجابات منطقية على الأسئلة التي تطرحها عليه بعد قيامه بسلوك ما مثل “لماذا فعلت ذلك؟” أو “ما الذي حدث؟” أو “لماذا تبكي؟”. فالأطفال الصغار لا يستطيعون التفسير لأنفسهم لماذا يريدون أو لا يريدون فعل شيء ما في أي لحظة معينة. في هذا العمر يكون الأطفال منقادين بدوافع عاطفية قوية. لهذا، فمن الطبيعي، أن يقابلوا الأسئلة التي يطرحها الوالدان عليهم بالتنهدات والصراخ أو حتى الصمت الطويل.
هذا هو سر لورين في التعامل مع الطفل العنيد ومتقلب المزاج
منذ الوقت الذي علمت فيه لورين عن سبب سوء سلوك الطفل في هذا العمر، فقد قررت اتباع طريقة أخرى في التواصل مع طفلها الذي يبلغ عامين. في إحدى المرات التي بدأ طفلها بالدخول في تقلب المزاج والسلوك، هذا ما فعلته تمامًا!
طلب الطفل قطعة من الخبز المحمص على وجبة الفطور، فقدمت له لورين ما طلب، سريعًا دفع الطفل طبق الخبز، وعبّر عن عدم رغبته بتناوله. ببساطة قررت لورين عدم الدخول في جدل معه، أو طرح الأسئلة عليه، بل حاولت إظهار استيعابها لتصرفه ووضع المبررات. فقالت في نفسها أن الطفل لا يعرف السبب الذي جعله لا يرغب بتناول هذا النوع من الطعام بشكل مفاجئ، والأهم أنه لا يستطيع تفسير ما حدث، ببساطة هو يتصرف بدوافع لا يمكن التحكّم بها.
بعد أن أدركت الأم ما قام به الطفل، قالت له “حسنًا، إن لم ترغب بتناول الخبز الآن، اتركه لتتناوله لاحقًا”، ثم توقفت عن قول أي شيء، وهي الدقائق التي سيقرر فيها الطفل ما يريده تمامًا، استغلت لورين هذا الوقت في تحضير القهوة لنفسها. بعد سبع دقائق بالضبط من إعلان رفضه للطعام، جاء الطفل لأمه وقال لها أنه يريد طبق طعامه!
تذكّر، يجب عدم مجادلة الأطفال الصغار، وعليك تقبل نوبات الغضب العاطفية، ومن الجيد أن تقوم بعناقهم، ومن ثم تتركهم حتى يقرروا ما يريدون. والشيء الرئيسي الذي يجب أن تدركه أن طفلك لا يقصد مضايقتك، فهو فقط يحاول التعبير عما يريده أو لا يريده في تلك اللحظة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق