يؤدي الكسل وعدم تحريك مفاصل وعضلات الجسم من وقت لآخر بصورة منتظمة ودورية إلى أضرار وأعراض مرضية وعلل ليس من السهل التخلص منها فيجب علينا تجنب الكسل نعوذ بالله منه وتجنب الخمول وعدم الحركة مع ضرورة أن نمشى أو نهرول أو نسبح أو أن نعمل أي مجهود بدني من وقت لآخر للوقاية من التعرض لتلك المخاطر والتي منها :-
1- العظام :
يتأثر الجهاز العظمي بعدم الحركة حيث تقل نسبة ورود الدم إلى العظام ويتأثر ترسيب الكالسيوم والمعادن فتصبح هشة تتعرض للإصابة بالكسور في حين تنشط الدورة الدموية بالعظام لدى الرياضيين كما تتميز العظام بصلابتها ومقاومتها للإصابات فقد اسفرت الدراسات عن زيادة الوزن النسبي لعظام الرياضيين مع زيادة في محيط العظام الكبيرة وكثافة تلك العظام عن أولئك الذين لا يمارسون الرياضية البدنية
2- المفاصل :
تضعف الاربطة التي حول المفصل نتيجه لعدم الحركه البدنية أو قلة استعماله " في حين أن وظيفتها تقوية المفصل " مما يعرض المفصل للإصابة بالخلع أو الملخ كما تقل كفاءة السائل الزلالي والمحفظة الليفية والتي تسهل الحركة بين عظام المفصل فقد وجد بعد التجبير نتيجة للكسور أو الاصبات تيبس وصعوبة في حركة ومكونات المفاصل الزلالية من جراء الفتره الطويله التي توقف فيها المفصل عن العمل أو الحركة مما استدعى ضرورة عمل جرعات منتظمة ومتدرجة من التمرينات العلاجية مع الاستعانة بالوسائل الطبيعية العلاجية الأخرى لإعادة حركة المفصل
3- العضلات :
تضعف العضلات بل قد تضمر نتيجة لعدم استعمالها او لقة المجهود البدني الواقع عليها فتشغيل الآلات وتحريكها باللمس البسيط على الأزرار واستعمال المصاعد وكثرة الاعتماد الكلي في الحركة على السيارات بل استخدام سائق وكل شيء اصبح الآن بإستخدام اجهزة التحكم عن بعد ولا يكلف الناس أنفسهم عناء الحصول على حاجاتهم الضرورية فهذا العصر الالكتروني بالرغم من مميزاته إلا أنه يؤدي إلى اضعاف اجهزة الجسم وعضلاته إن لم يلتزم ببرامج رياضية بدنية منتظمة ومستمره
ونتائج التجارب تؤكد أن العضلة او مجموعة العضلات التي لا تستعمل بانتظام تقل مقدرتها على العمل وينخفض مستوى القوة والجلد فيها بل تقل في الحجم ويقصر محيطها فضلا عن انخفاض كثافة الشعيرات الدموية التي تغذيها ومخزون مركبات الطاقة بها الأمر الذي يعرضها للوهن والتعب بسرعة لأقل جهد
ولعلنا نلاحظ الفرق بين العامل " الشخص " الذي يعمل في البناء أو حمل الاحمال أو لاذي يفتقر إلى امتلاك سيارة فيسير على قدمية أو يستعمل الدراجة للإنتقال بين عمله ومنزله لعله افضل قوة وجلدا من الاخرين الذين يفضلون الراحة .
4- القلب :
يشاء العلي القدير من نعمة علينا أن عضلة القلب والتي تعمل وتنبض منذ مرحلة الجنين في بطن امه الى الوفاة بدون توقف أن تنمو تكبر هذه العضلة وتقوى نتيجة للحركة البدنية كالمشي والهرولة والجري وصعود وهبوط التلال او الدرج وتضعف وتقل حجم حجراتها " الأذين والبطين " فتستوعب كميات قليلة من الدم وتنبض بصورة سريعة نتيجة لقلة الحركة البدنية والركون الى الراحة .
فمثلا : قد وجد أن الرياضيين " لاعبي الجري والسباحة والدراجات " لديهم ظاهرة معروفة تسمى بطء نبض القلب Bradycardia فتصل أحيانا إلى 40 نبضة في الدقيقة أثناء الراحة وبحساب مجهود القلب في الساعة نجده لدى اولئك الرياضيين حوالي 3000 نبضة كل ساعة وفي اليوم حوالي 72000 نبضة في اليوم مع ملاحظة ارتفاعه خلال اليوم عن 40 نبضة نظرا للحركة ووضع الجسم وعوامل أخرى يتعرض لها الشخص .
ويصل معدل النبض لدى الاشخاص غير الرياضيين وأصحاء غير مرضى إلى حوالي 70-90 نبضة كل دقيقة بمتوسط 80نبضة كل دقيقة وبحساب مجهود القلب لديهم في الساعة نجدة حاولي 4800 نبضة كل ساعة في المتوسط " بفارق 1800 نبضة عن الرياضيين في هذا المثال وفي اليوم نجدة حوالي 115000 نبضه في اليوم وبفارق 43000 نبضة عن الرياضيين في هذا المثال ، وتقريباً يقع عبء على القلب قدرة 40000 نبضة يوميا وانظر كم تكون في الشهر أو السنة أو العمر وجدير بالذكر أن نعلم سرعة النبض لدى المدخنين تزيد بمعدل 10-15 نبضة كل دقيقة عن الآخرين وسرعة النبض لا تتيح للقلب أخذ قسط من الراحة ولا تسمح له بضخ كمية وافية تكفى بحاجة اعضاء الجسم من الدم
وعن خطورة قلة وعدم الحركة واهمية النشاط البدني وعلاقتها بحدوث امراض القلب وتصلب الشرايين خاص مع تقدم العمر أكدت الدراسة على ضرورة الآتي :
ا- الاهتمام بالنظام الغذائي منذ الطفولة وتجنب ازدياد الوزن غير العادي والامتناع عن الدهون الحيوانية " التي تتوافر بشكل كبير في بعض الاغذية مثل " الكبسة - طبخ الأرز الدسم " والاطعمة الأخرى الغنية بالكولسترول .
ب- الاهتمام وبصورة اساسية وضرورية باتباع نظام رياضي يوميا على الاقل المشي لفترة من ساعة الى ساعتين مع عمل بعض التمرينات البدنية البسيطة للعضلات والمفاصل .
ج- الامتناع تماما عن التدخين بل والبعد عن اي بيئة بها تدخين والحمدلله من حرص هذا البلد الكريم على صحة الافراد بمنع التدخين في المصالح الحكومية والهيئات وحرص الكثيرين في البعد عنه
د- تجنب التوتر والقلق والعوامل النفسية التي تؤدي إلى ذلك وحسبنا هنا لوقاية قلوبنا قول الله سبحانه وتعالى " الذين آمنو وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ا
5- الرئتان :
تتعرض الرئتان نتيجة لقلة الحركة البدنية إلى انخفاض حجم الهواء الذي تستوعبه الرئتين وتقل مقدرة الحويصلات الهوائية على تبادل الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون قد تصاب الرئتين أو احدهما بالاحتقان أو انسداد في الشعب الهواية أو الامفيزيما كما يزيد حجم الفراغ الميت وهو منطقة تواجد بالرئتين بها كمية من الهواء قلما يحدث تغيره أو تبادل الغازات فيه .
وتتاثر ايضا العضلات الخاصة بعملية التنفس " الشهيق والزفير " واهمها العضلات بين الضلوع فتضعف وتقل مطاطيتها ويشعر الشخص بالنهجان " سرعة التنفس " لمجرد مجهود بسيط اما إذا زاد المجهود البدني عليه فإنه يلهث ولا يستطيع أن يستمر في الاداء وذلك لعدم مقدرة الرئتين على الوفاء بحاجة العضلات من الأوكسجين وقد يسمى ذلك قصر النفس ويظهر جلياً لدى المدخنين
والعلاقة وثيقة بين عمل كل من القلب والرئتين وحين تضعف الرئتان وتقل كفائتهما تتعرض عضلة القلب للمتاعب ومنها عدم ورود أوكسجين بشكل كافي لها فتعتل وتضعف وبالتالي يتأثر الجسم كله .
6- ظهور البدانة أو السمنة :
عندما تقل حركة الجسم مع زيادة ما يتناوله في طعام ومشروبات وسكريات ودهون يزيد وزن الجسم ويترهل وتختزن الدهون في مناطق مختلفة وتصبح عبئا على العضلات واملمفاصل والقلب والئتين وليس هناك من حيلة للتخلص من هذا الوزن الزائد إلى حد المرض او من زيادة مستوى الكولسترول بالدم وتؤدي بالتالي السمنة والبدانة إلى الكسل والميل إلى النوم وتحد من الحركة فتسبب امراض كثيرة كاعتلال الاوردة بالساقين " الدوالي " والتي تعوق سريان الدم للتزود بالأوكسجين وقد تسبب حدوث جلطة دموية كما أنها تحدث التهابات مؤلمة بين الفخذين وتسبب تأكل المفاصل وتعرض الإصابة بالإنزلاق الغضروفي وتعتبر البدانة والسمنه من اسباب امراض القلب وتصلب الشرايين والذبحة الصدرية وترسيب الدهنيات على الانسجه المبطنه للشرايين في حين تعتبر ممارسة الرياضة أو المشي يوميا من أهم الاسباب للوقاية من امراض القلب وتصلب الشرايين والذبحة الصدرية وايضا للتخلص من الدهون والوزن الزائد مع اتباع نظام غذائي للجميع وخاصة اصحاب البدانة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق